Friday, March 10, 2006

مراسم تأبين

كنت أعتقد أن القلم لا يموت إلا بوفاة صاحبه ! ونسيت أن لكل قاعدة شواذ ، بل لعل ما ظننته أصلاً كان هو المستثنى منذ البدء!بدون سابق إنذار تموت الأحلام في بركة الآلآم .. لعل الأحلام تهجر من لا يتقن صناعة الأحلام .. احتمال !واحتمال أن نستيقظ يوماً ما على أصوات القنابل فنجزع ! ، فتبادر أذهاننا بالتبرير المُسَكِّن لجزعنا ، فنقول : أصواتٌ لألعاب الأطفال .. ما أشقاهم! حقاً ما أشقاهم ، وما أتعسنا ..احتمال أن نكون نحن العرب العاربة والمستعربة أبناء قابيل ؛ فتُنسب إلينا كل جريمة مبتدعة بالوراثة ! ، ولعل أبناء الشعب المختار - لسُكنى قاع جنهم - هم من النسل الذي أن بسطت إليه يدك لتقتله ما هو بباسط يده إليك ليقتلك ؛ لتبوء بإثمه وإثمك !، واحتمال أن العراق تملك أسلحة نووية ، ولكنها خبأتها في ثنايا أمريكا ؛ حتى لا يتم العثور عليها ! ، احتمال أن يكون ركاب العبارة من أصحاب الوزن الثقيل ، فلما زادت الحمولة استهموا فخرج اسم ( ألف ضحية ) فأُلقي بها في يوم عيد الحيتان ، احتمال أن مبارك لا يفكر البته فى توريث الحكم واحتمال أكبر أن الابن سيرشح نفسه في انتخابات رئاسية ( نزيهة ) ،احتمال أن الأطفال الذين يموتون كل يوم من قرصة جوعٍ أو بردٍ مستهترون يلقون الغطاء ليلاً ويبسقون الطعام نهاراً..احتمال ! واحتمال أننا شعبٌ لئيم إذا أكرمته تمردا ، ولم لا .. ونحن شعبٌ لا يتقن إلا النقد لولاة الأمور حين يهينون كرامتنا ! كيف لو أكرموا آدميتنا ..؟!احتمال أن تكون آفاق عربية - الجريدة المصرية الحرة- أُغلقت لأنها تجاوزت آداب الحديث عن الكبار ، فمارست في حقهم الغيبة والنميمة والكذب والبهتان !احتمال أن نغدو يوماً بأبخس الأثمان ، وبلا كسرة خبز ورشفة ماء ، بلا كساء ودواء .. بل بلا هوية عربية ، احتمال أن تكون جميع الأخبار التي أسمع .. دعابة سمجة ، احتمال أن منظمة حقوق الإنسان تتحرك فور وصول الخبر إليها ، ولكننا لا نملك تقنية الاتصالات الحديثة ! احتمال أن يوماً .... لعله يحدث من يدري ! استغفر الله ، ما هذا الهذيان ؟!! ، لا لا احتمال أنني أعاني شيخوخة الهوية العربية .. لا بل أكيد .وحتى تصبح الاحتمالات منفية أو مثبتة ، أعتقد أنني لن أكتب ولن أبوح ، ربما أريد أن أكتب الفراغ ، وأعد للقلم مراسم دفنه . سأدعو الحبر والمحبرة ، والورقة والدفتر ؛ لعزاءٍ كعزاءِ الملوك ، إلا إنني في حيرة من أمري أ أعلن العزاء رسمياً ؟ .. أصابعي وأفكاري في الدار لعلهم إذا علموا حضروا ! لا أُحبذ مجيء الشامتين .. حتى السطور تدق الباب ، والأحرف والتشكيل ، يا الله ، تسرب الخبر!! حسناً
!! إن كان لابد سأجعله تأبيناً رسمياً وببطاقات دعوة منعاً للإحراج
.. ودمتـم

0 Comments:

Post a Comment

<< Home