Friday, December 30, 2005

بقعة ضوء على زلاتنا

لسنا جميعاً حكماء ! نمتلك لكل سؤال جواب ، ولكل مأزق مخرج .وإنما نجتهد وقد نصيب ، وكثيراً ما نخطيء ولكن
. أحياناً يكون الخطأ غير مقبول
أظن أن الخطأ عندما يتعداك ليشمل الآخرين فأنت في ورطة إنسانية ؛لأن طمس آثار الخطأ يتوقف على مدى إرادة الآخرين في العفو والنسيان
ولو سلمنا أنك أنت الوحيد المتضرر من أخطائك ، فأظن أن الناس أصحاب ذاكرة فولاذية يتصيدون بها للآخرين أخطائهم ! إلا من رحم ربي
نجد صنفاً من الناس تسوقه قدماه وليس هو من يسوقهما ! ، فتحمله لا للمساجد والصحبة الصالحة ، وإنما لملذات النفس وشهواتها ، والأعين ترقب زلاته وترصدها
أما هو .. - حتى الآن- لا يكترث مادام يحقق لذة نفسية تخدر شعوره بالذنب
فلينظر الناظرون ، وليسطر المسطرون ، المهم أن يمتلكوا أقلاماً وأحباراً ليسطروا
صنفٌ آخر من الناس كاتبٌ ومثقف من الدرجة الأولى ، ولكنه للأسف ليس صديقاً صدوقاً لقلمه ، وإنما يصحبه قهراً وذلاً ، ويحط من شأن قلمه الذي يكتب مجبوراً لأنه لا يمتلك الخيار
هو كاتبٌ سياسي فاسد أو أديب يستخدم الفن ذريعة لنزواته البشرية أو لعله من هواة تصيد أخطاء الآخرين لينشرها تحت بند " أقرأ الحادثة"
وبعيد عن عالم المثقفين المزيف ، وعالم الضائعين فى الملذات ، نفتح نافذة - مظلمة - على عالم الجهلاء الظالمين لأنفسهم
الذين يمتلكون ألسنة حداد تسبق أفكارهم !فلا يمنحون للعقل فرصة للتروي يقف فيها خارج المشكلة أو الموقف حتى يفكر بتمهل ، وإنما يطلقون رصاصات ألسنتهم الحداد لتنطلق مدفعاً جارحاً به ولا يعبأ ! ، ولعله يرى في ذلك مكمن قوته البشرية
فليس هناك أسهل من أن تضغط على زر الاشتعال حتى ينفجر صمام الأمان بكل ما هو سيء وقبيح ، لا تتعجب.. فهم لا يبخلون فى السب والشتم والكيل بمكاييل
فهو في هذا الميدان ... حقاً ما أبرعه
!وكثيراً ما أسأل نفسي ، ماذا يظن هؤلاء أنهم فاعلون بألسنتهم الفظة ؟
وكأنهم ينكرون بالوعي واللاوعي أن الغضب جمرة مشتعلة من نار، وأن القوي هو من يمتلك جماح نفسه ، فلا يغضب
! هم لا تسوقهم قدم كالبعير ، وإنما تسوقهم أنفسٌ ضعيفة ، عاجزة عن امتلاك زمامها


أقول .. كلنا ذو خطأ وكثيراً ما نسيء التصرف لعدة أسباب ، لعل أولها الجهل وضعف الإيمان ... وعوامل عدة
ونندم ونتمنى لو يعود بنا الزمن لنصحح ما أفسدناه بجهلنا
. أيضاً كلنا نمتلك بين جنباتنا نفس لوامة ، حبانا بها الله لتقف للنفس الأمارة بالسوء وتنتصرعليها ، ولو بعد حين
فصاحب زلة القدم يمتلك مثل تلك النفس الطاهرة المختبئة تحت أنوار المدينة الصاخبة
وصاحب القلم - الرخيص - يمتلك أيضا هذه النفس ، ولكنها تختبيء هنا تحت سيطرة المصالح الشخصية والمغريات المادية ، أو تحت نفس ضلت طريقها نحو احترام القلم ومن يكتب له
ولعل صاحب اللسان السمج يكره تلك الكلمات التى يزخر بها قاموسه اللالغوي وتحمله دوماً على الاعتذارفالاعتذار
أرى - من وجهة نظري - أن كبح جماح الغضب والعمل بوصايا رسول الله عليه السلام أكرم للمرء ، وأكثر حفظاً لماء الوجه ، من الخطأ ثم الندم فالاعتذار هذا لمن يعتذرون .. - وهم قليل

. بغض النظر عن هؤلاء الذين يعتقدون أن الاعتذارعيباً يحط من قدر ومهابة صاحبه
!!فما أسهل الخطأ !، وما أصعب الاعتذار


لعلني أحمل لك أيها القاريء العزيز سؤالاً يدور في خلدي ويحيرني كثيراً ، لأضعه بين يديك باحثةً له عن جواب


! في نظرك ، أيهما أشد ضرراً على المرء، زلة القدم ، أم زلة القلم ، أم زلة اللسان ؟
وأي من هذه الزلات قد يغفرها المجتمع لصاحبها ؟



.. ودمتم

0 Comments:

Post a Comment

<< Home